يتقدمهم "المرسمون" مؤخراً من موظفي بند الأجور

يتقدمهم "المرسمون" مؤخراً من موظفي بند الأجور
المنتظرون في ذيل السلم الوظيفي يطالبون بتحسين مراتبهم بحسب مؤهلاتهم وخبراتهم العملية

تحقيق - سحر الرملاوي
تحسين الوضع الوظيفي هدف تضعه الدولة نصب عينيها ويوليه خادم الحرمين الشريفين اهمية خاصة بحيث لا يمض عام من دون ان يصدر قرار سام بتعديل وضع فئة من الموظفين الى الافضل، مثلما حدث مع قطاع كبير من موظفي بند الاجور الذين تم ترسيمهم على مراتب وظيفية اعادت لهم حقهم في الحياة الوظيفية الآمنة. واليوم نعرض لفئة اخرى من الموظفين الذين يتحقون بدورهم قرارا يحسن وضعهم الوظيفي ويعطى كل ذي حق حقه، انهم موظفو السلم العام المرسمون منذ توظيفهم على مراتب متدنية في ذيل السلم العام "المرتبة الثانية والثالثة والرابعة" رغم كونهم من حملة المؤهلات العليا، وهم الذين واجهوا واقعا جديدا يصعب تصديقه بعد ترسيم موظفي بند الاجور حيث وجد المدير نفسه على مرتبة اقل من مرتبة المستخدم الذي يعمل في دائرته!. انهم الإداريون والإداريات العاملون في مختلف الوزارات كوزارة العدل ووزارة الصحة وتحديدا وزارة التربية والتعليم فمنهم من له في الخدمة مايزيد على العشرين عاما مع البكالوريوس والتدريب وبعضهم حملة ماجستير ولازالوا على المرتبة التي وضعوا عليها منذ تعيينهم.. هؤلاء تنحصر مطالباتهم بوضعهم على المراتب المستحقة وفقاً لمؤهلاتهم العلمية واحتساب سنوات الخبرة التي قضوها في الخدمة.

مراتب دنيا

يقول علي المحمادي الموظف الجامعي بوزارة التربية والتعليم على المرتبة الثانية منذ اربعة اعوام: "لقد سعدنا بمكرمة والدنا ومليكنا خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) بشأن تحسين أوضاع الموظفين على بند الأجور والمستخدمين، حيث بدأت جميع الوزارات بمشاركة الخدمة المدنية بتحديد المراتب على حسب المؤهل العلمي وبكل صدق وأمانة وبدون حسد سعدنا بما حصل عليه زملاؤنا ليكون دافعا لهم من أجل خدمة هذا الوطن المعطاء، ولكن لدي استفسار آمل إيصاله إلى المسؤولين وهو لماذا لم يشمل التوجيه الكريم الموظفين ذي المراتب الدنيا والحاصلين على مؤهلات علمية كما هو الحال معي ومع كثيرين غيري؟

انني ادعو وزارة الخدمة المدنية لدراسة وتحسين مراتبنا على حسب مؤهلاتنا أسوة بزملائنا الذين تم تعيينهم على حسب مؤهلاتهم العلمية.

رفض الترقية

ويقول الموظف عبدالله الصالح: أنا أحد الموظفين في وزارة التربية والتعليم حيث تم توظيفنا على مراتب أقل بكثير مما نستحق ولم ينظر إلى مؤهلاتنا بل وحتى ترقياتنا اصبحت سراب، ولقد استبشرنا خيرا حين صدر قرار تحسين أوضاع الذين كانوا يعملون بنظام الساعات عام 1419ه دون النظر إلى مؤهلاتهم كل حسب المرتبة المعين عليها، وقلنا ان التحسين الوظيفي القادم سيكون لنا حيث فينا الجامعيون المعينون على المرتبة الثانية والثالثة فرفعنا طلبات التحسين وتمت دراسة اوضاعنا في مجلس الخدمة المدنية ومن مسؤولي وزارة التربية والتعليم، لكن للاسف رفض الموضوع.

وأضاف: الا يشعر المسؤولون بما نعانيه من الظروف المادية القاسية وصراعنا شهرياً لتأمين لقمة العيش المعقولة لأبنائنا؟ لقد قتلوا طموحنا ونحن لم نطلب إلا ما نستحق من مراتب وخدمات ودورات تدريبية وفق مؤهلاتنا وخبراتنا.

ذر الرماد في العيون

من جانبه قال الموظف بادارة التعليم بالرياض حمود مبارك الخمعلي إني أطالب بتحسين مستوياتنا الوظيفية التي كفلها لنا النظام وتحسين اوضاعنا الوظيفية وفق المعايير التي تم بموجبها تثبيت العمال والمستخدمين وذلك تحقيقاً للعدالة المنشودة فقد صدر امر ملكي برقم 8422/م ب وتاريخ 1426/6/25ه يقضي بالضوابط اللازم اتخاذها لتثبيت الموظفين المتعاقد معهم وفق نظام الوظائف المؤقتة والمستخدمين، وتم تثبيتهم على مراتب لانحسدهم عليها وهم ذوو خبرات قليلة في مجال العمل باحتساب كل ثلاث سنوات مرتبة وهكذا ولكل شهادة دراسية وخبرة تصنيفها حسب نظامهم، ولكن مطالبنا هي مساواتنا نحن الموظفين القدامى بهم وهذا على اقل تقدير ان لم نكن اعلى منهم بحكم خبرتنا التي تصل الى اكثر من عشر سنوات وشهاداتنا العليا فمنا حملة الماجستير والجامعية التي لم تصنف لدى وزارتنا، حيث لا يقبل المنطق أن يجلس الحاصل على الشهادات الجامعية وما فوق الجامعية على المراتب الدنيا من السلم العام في حين يتربع الحاصل على شهادة الكفاءة والثانوية على المراتب العليا!

ويضيف الخمعلي: لقد اصدرت الوزارة تعميماً موجهاً الى جميع ادارات التربية والتعليم برقم 1/7/176ت في 20/4/1428ه يتضمن محاولة الوزارة تحسين اوضاع موظفيها ممن هم على مراتب اقل مما يستحقون نظاماً سواءً كانوا معينين من قبل وزارة الخدمة المدنية او كانوا على نظام الساعات او حصلوا على مؤهلات جديدة وهم على رأس العمل لكن للاسف وجدنا ان هذا التعميم لا يتعدى تهدئة للمشاعر المحبطة وذر للرماد في العيون، فبعد انتهاء الوزارة من تثبيت الموظفين المتعاقد معهم وفق نظام الوظائف المؤقتة والمستخدمين جاءنا الرد من الوزارة بأنها حاولت ولكن لم تستطع!!.

معاناة مستمرة

ومن محافظة عنيزة يشاركنا الموظف فهد محمد الطريّف الذي يشارك الآخرين همهم غير ان لقصته بعدا آخر قائلا: "انا خريج الكلية التقنية عام 1417/1416وتوظفت في وزارة التربية بنظام الساعات على المرتبة السادسة وبعد 4اشهر تمت ترقية موظف آخر على رقمي وبالتالي تم الغاء عقدي وبعد مطالبات قالوا لي سنضعك على المرتبة الخامسة بنظام الساعات اقبل او ارفض وطبعاً وافقت مضطرا وبعد سنتين تم ترسيمي على نفس الوظيفة مع انها اقل من استحقاقي، حيث استحق المرتبة السادسة الدرجة الرابعة وفق نظام وزارة الخدمة المدنية والمضحك المبكي أن معي موظف في قسمي وهو الصيانة تعين معي عام 1419لكن على بند الأجور ومؤهلة ثانوية صناعية يعني يستحق المرتبة الخامسة وتم ترسيمه قبل سنة على المرتبة الثامنة.

وأضاف: إن جميع من في قسمي الذين رسموا اصبحو اعلى مني مرتبة وشهاداتهم اقل مني ومنهم من يحمل شهادة معهد مهني وترسم على المرتبة السادسة واصبحوا اقدم مني بالمرتبة فلو كنت على بند الاجور مثلهم لكنت استحققت المرتبة التاسعة!.

من السابعة الى الرابعة!

ويحدثنا الموظف هادي سعيد هادي فالح بمرارة قائلا: "أنا موظف من أوائل خريجي كلية تقنية بمعدل عال ويقدر ب 4.19ووفقا للنظام فاني أستحق المرتبة السابعة الدرجة السابعة التي يعادل راتبها 7661ريالا لكني الآن أقبع في مرتبة متدنية وهي الرابعة الدرجة الرابعة والتي يعادل راتبها 3726، مشيراً الى انه تم ترسيم من معهم شهادات ثانوية و(حاسب) ست شهور على المرتبة الخامسة وانا الجامعي المتفوق على الرابعة؟ من يسمع شكوانا ويصل بنا الى بر الامان الوظيفي؟.

ننتظر الفرج القريب

ويحدثنا الموظف محمد السناني قائلا: "بعد قرارتثبيت العاملين على بند الأجور وبند المستخدمين وتحسين اوضاع المعلمين ووضعهم على المستويات المستحقة لهم ترقبنا نحن موظفو السلم العام الفرج القريب، حيث اننا لا نطالب بشئ آخر سوى العدل والمساواة فنحن نريد وضعنا على المراتب المستحقة لنا وفقاً لمؤهلاتنا العلمية واحتساب سنوات الخبرة التي قضيناها في خدمة هذه الوزارة، او بضمنا إلى الكادر التعليمي بما انا نعمل في المدارس (في حقل التدريس) كما هو موجود في القواعد التنظيمية للوزارة ان الكاتب والمراقب وامين المكتبة يعملون في حقل التدريس أسوة بمحضرين المعامل، ووضعنا على المستويات التي تناسب مؤهلاتنا العلمية وخبراتنا العملية.

فنحن لسنا قادمين من كوكب آخر ولا نقوم بعمل آخر غير خدمة العملية التعليمية فلماذا نستثنى ونبعد عن الكادر التعليمي.

علم وعمل ولا طائل

ومن المجمعة يقول احمد بن عبدالله الموظف الإداري بمجمع المعجل التعليمي بحوطة سدير: "كنت أعمل على نظام الساعات بالمرتبة الثالثة وقد تم ترسيمي على نفس المرتبة حيث كان مؤهلي الثانوية العامة ودورات حاسب ولغة انجليزية رغم كوني وعلى حسب النظام أستحق المرتبة الخامسة آنذاك بإدارة التربية والتعليم ولكن نظراً لحاجتي الماسة للوظيفة وعدم وجود وظيفة أفضل قبلت، وكذلك ايمانا مني بأن كل ذي حق سوف يأخذ حقه في بلدنا، ولكنني لم احصل على شيء، واستمر وضعي كما هو لمدة أربع سنوات وخمس شهور تقريباً ثم تم ترقيتي على المرتبة الرابعة وقد كنت وقتها إضافة إلى خبرتي في مجال عملي، أحمل العديد من الدورات التدريبية من معهد الإدارة العامة بالرياض كدورة (موظفي الاتصالات الإدارية) و(تنظيم الوثائق) و(تقييم في اللغة الإنجليزية) واجتياز برنامج (معارف) وبرنامج (فن التعامل مع الآخرين) وبرنامج (البريد الالكتروني) خاصة بمجال العمل، وبرامج اخرى قصيرة خاصة بمجال العمل، ومازلت على نفس مرتبتي منذُ ذلك الوقت ولم يتم تحسين وضعي الوظيفي.

واضاف: الآن انا مطالب لتحسين وضعي الوظيفي بأن اشترك بالمسابقات الوظيفية التي تجريها فروع وزارة الخدمة المدنية، رغم أني ذو خبرة طويلة وهمة عالية واستحق الترقية اسوة بالآخرين الذين لا يحملون بعض مؤهلاتي فمتى انال استحقاقي الوظيفي؟.